top of page

أنهم معذورون جداً

إستكمالاً لحديث الأسبوع الماضى عن إحباطات الشباب و الأسلوب الأمثل للتواصل معهم، وهو حديث لا يجب أن ينقطع ، فقد حصل الشباب مؤخراً على شهادة دولية على مشروعية إحساسهم بالأحباط وبأنهم لديهم كل العذر فى ذلك.حيث صدرت مؤخراً نتائج مؤشر " يوثونوميكس - Youthonomics"، وهو المؤشر الذى يقيس الى أى حد توجد بيئة صديقة للشباب ومدى الأستثمار فى الشباب ومستقبلهم فى 64 دولة عن طريق تحليل مفصل لأوضاعهم الإقتصادية و الأجتماعية و السياسية.


وقد حصلت مصر على المركز ال59 متأخرة عن دول مثل نيبال وغانا وباكستان وكينيا وكزاخستان فيما احتلت أسرائيل المركز ال15

وتربعت النرويج على القمة كأفضل بيئة حاضنة للشباب، تليها سويسرا ثم السويد فالدنمارك. ومن اللافت للنظر تقدم الصين عن عدة دول

أوروبية مثل إيطاليا و أسبانيا بفضل مجهوداتها فى تطوير التعليم و تحسين بيئة الأعمال للشباب.


ُيصنَّف الشباب وفق مؤشر " يوثونوميكس" بمن هم فى الفئة العمرية من 15 الى 29 عاماً، ويعتمد على دراسة 59 عامل مختلف ومؤثر

على خلق بيئة مواتية ومحفزة للشباب مثل معدل البطالة وفرص العمل المتاحة، جودة و تكلفة التعليم، القدرةعلى توفير السكن وتمويله،

معدل الادخار، مستوى الَدين العام (الذى يعتبر تركه ثقيله وقيد على الأجيال الجديدة)، توافرالبنية التكنولوجية وسهولة الحصول عليها من

قبل الشباب، الحرية السياسية والدينية، ومتوسط أعمار شاغلى الوظائف القيادية، بالإضافة لعوامل أخرى.


يعود الفضل في استحداث ووضع معايير مؤشر يوثونوميكس إلي كل من خوزيه راموس هورتا - الرئيس الأسبق لتيمور الشرقية (الحائز على جائزة نوبل للسلام) والصحفى المعروف "فيلكس ماركوارت" .

فقد دفعتهم ظاهرة هجرة الشباب من أوطانهم بحثاً عن فرص أفضل للحياة فى بلاد أخرى إلي إدراك أهمية قياس العوامل التى من شأنها توفيربيئة مشجعة للشباب ومتابعتها من جهة ، ولفت نظر كل الحكومات و متخذي القرار بل و الشباب أنفسهم إلي أهمية ذلك من جهة أخري.


وبناء عليه، قاموا بتأسيس مركز "يوثونوميكس" للأبحاث بمساعدة العديد من الباحثين والإحصائيين والعلماء المعروفين لدراسة العوامل التى من شأنها أن تطور الشباب و تساعدهم على إدراك طموحاتهم والعمل على توفيرها و تحسينها وكان هذا التقرير باكورة إنتاجهم.


ولا يقتصر التقرير على مجرد ترتيب الدول من حيث قدراتها على توفير بيئة صحية لتطوير شبابها، بل يحتوى أيضا على كثير من التجارب الموفقة لبعض الدول وغير الموفقة لدول أخري للاستفادة من كلاههما ، مما يجعله تقريراً قيماً و ثرياً بكل المقاييس.


الآن، وقد أثبت الشباب أنهم على صواب، فإنه يتوجب علينا أن ننصت ونمد لهم يد العون بتوفير بيئة صديقة حتى يروا نوراً حقيقياً فى نهاية النفق المظلم بدلاً من أن نصر على أن نجعلهم يروا السراب ماءً !

Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon
bottom of page