top of page

إعلانات و أولويات

الإعلان علم و فن من شأنه التأثير علي السلوك .لذلك لا يصعب علي أي متخصص استنتاج السلوك المستهدف من أى إعلان عن طريق تحليل محتواه ،سواء الرسالة الإعلانية المباشرة أو المحتوى الدرامى الضمنى .


و قد تحول شهر رمضان علي مدار السنوات الماضية و حتي الأن إلي مهرجان سنوى للإعلان ،و ينبع ذلك من قناعة كثير من المعلنين أن إعلاناتهم سوف تحظي بأعلي نسبة مشاهدة خلال هذا الشهر مما يستتبعه تحقيق أقصي تأثير علي سلوك المشاهدين .

و بغض النظر عن مدى صحة تلك هذه القناعة بشكل مطلق أو نسبى(و لنا فيها حديث أخر لاحقا إن شاء الله )يحظى شهر رمضان بنصيب الأسد من الإعلانات التليفزيونية مقارنة بأشهر السنة الأخرى كماً و سعراً.


و قد كانت هذه الظاهرة دوماً محل شكوى و انتقاد من الكثيرين، و لكن مع الأسف انحصر هذا الانتقاد في أن كثرة الإعلانات تصيب المشاهد بالضجر و تحول دون استمتاعه بدراما رمضان .و رغم صحة هذه الشكوى و عدم الالتزام بالمعايير المهنية لعدد و طول الفواصل الإعلانية ، إلا أنه تم تجاهل الجانب الأهم في هذه الظاهرة ، و هو القيم و الأنماط السلوكية التي تروجها الإعلانات التجارية و الضوابط القانونية و المعايير المهنية و الأخلاقية الخاصة بها (و لنا فيها أيضاً حديث أخر).


أما بالنسبة للإعلانات الاجتماعية ، فبعد مضي أكثر من ثلث الشهر الكريم يمكننى القول إنها إما لم تتطرق للكثير من أولوياتنا المجتمعية أو كان أسلوب تناولها لها سلبياً . فعلي سبيل المثال لم يتم تخصيص أي حملات إعلانية لمشكلة الزيادة السكانية المتفاقمة سنوياً بمعدل 2 مليون نسمة رغم أنها أم المشكلات التي تمثل تهديدا ً لفرص مصر في التنمية و التقدم ، مما يستوجب تنبيه المواطنين لخطورتها و ضرورة تغيير سلوكياتهم بشأنها ،خاصة مع فشل جهود تنظيم الأسرة في التصدي لها .


و بالنسبة لحملات التبرع لعلاج الأمراض مثل فيروس الكبد الوبائى .أو ليس من الأولي عمل حملات إعلانية لتوعية المواطنين عن أساليب الوقاية من هذا المرض و العادات الصحية السليمة لنقضي علي المشكلة من جذورها ؟ أما عن التبرع للفقراء فتقتصر حملاته علي المساهمات المادية دون طرح أفكار لانتشالهم من الفقر .فأين هي مبادرات التأهيل و التدريب المهني و الفني ،و المشروعات متناهية الصغر و غيرها مما يقدم العون الحقيقي للفقراء .


و عن حوادث السير و سلوكيات القيادة و المرور فحدث ولا حرج ! رمضان كريم .

تم نشر هذا المقال بتاريخ 30/6/2015. ما أشبه اليوم بالأمس و كل عام و أنتم بخير .

Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon
bottom of page