إعلانات و أولويات
- عمرو قيس
- Jun 30, 2015
- 2 min read
الإعلان علم و فن من شأنه التأثير على السلوك. لذلك لا يصعب على أي متخصص استنتاج السلوك المستهدف من أي إعلان عن طريق تحليل محتواه، سواء الرساله الإعلانية المباشرة أو المحتوى الدرامى الضمنى.
وقد تحول شهر رمضان على مدار السنوات الماضية و حتى الآن إلي مهرجان سنوى للاعلان، وينبع ذلك من قناعة كثير من المعلنين أن اعلاناتهم سوف تحظى بأعلى نسبة مشاهدة خلال هذا الشهر مما يستتبعه تحقيق أقصى تأثير على سلوك المشاهدين.
و بغض النظر عن مدى صحة تلك هذه القناعة بشكل مطلق أو نسبى (و لنا فيها حديث آخر لاحقا ان شاء الله) يحظى شهر رمضان بنصيب الأسد من الإعلانات التليفزيونية مقارنة بأشهر السنة الأخرى كماً و سعراً.
و قد كانت هذه الظاهرة دوماً محل شكوى و انتقاد من الكثيرين ، ولكن مع الأسف انحصر هذا الإنتقاد فى أن كثرة الاعلانات تصيب المشاهد بالضجر وتحول دون استمتاعه بدراما رمضان. ورغم صحة هذه الشكوى وعدم الإلتزام بالمعايير المهنية لعدد و طول الفواصل الأعلانية، إلا أنه تم تجاهل الجانب الأهم فى هذه الظاهرة، وهو القيم و الأنماط السلوكية التى تروجها الأعلانات التجارية و الضوابط القانونية و المعايير المهنية و الأخلاقية الخاصة بها ( و لنا فيها أيضا حديث آخر).
أما بالنسبة للإعلانات الاجتماعية، فبعد مضي أكثر من ثلث الشهر الكريم يمكنني القول أنها إما لم تتطرق للكثير من أولوياتنا المجتمعية أو كان أسلوب تناولها لها سلبياً . فعلي سبيل المثال لم يتم تخصيص أي حملات إعلانية لمشكلة الزيادة السكانية المتفاقمة سنوياً بمعدل 2 مليون نسمة رغم أنها أم المشكلات التي تمثل تهديداً لفرص مصر في التنمية و التقدم، مما يستوجب تنبيه المواطنين لخطورتها و ضرورة تغيير سلوكياتهم بشأنها، خاصة مع فشل جهود تنظيم الأسرة فى التصدي لها.
و بالنسبة لحملات التبرع لعلاج الأمراض مثل فيروس الكبد الوبائى . أو ليس من الأولى عمل حملات إعلانية لتوعية المواطنين عن أساليب الوقاية من هذا المرض و العادات الصحية السليمة لنقضى على المشكلة من جذورها؟
أما عن التبرع للفقراء فتقتصر حملاته علي المساهمات المادية دون طرح أفكار لانتشالهم من الفقر. فأين هي مبادرات التأهيل و التدريب المهنى و الفنى، و المشروعات متناهية الصغر و غيرها مما يقدم العون الحقيقى للفقراء.
و عن حوادث السير و سلوكيات القيادة و المرور فحدث و لا حرج ! رمضان كريم.
Comments