الحد الفاصل
- Amr Kais
- 22 hours ago
- 2 min read

يعرف الجيل "Z" بأنهم مواليد الفترة من 1995 إلى 2012. ويختلف هذا الجيل تماما عن الأجيال السابقة بسبب نشأته في عالم رقمي بالكامل، مما شكل قيمه وعادات عمله وأساليب تواصله بشكل مختلف تماما عن الأجيال التي سبقته. وهو ما جعله أكثر الأجيال إثاره للجدل ومن ثم مادة خصبة للعديد من الأبحاث التي تهدف إلى التعرف على تلك الاختلافات وآثارها فيما سبق و ما هو آت. وهو الأمر الضروري، وقد بات هذا الجيل يشكل حاليا 30% من قوة سوق العمل، ويتوقع أن يشكل أكبر شريحة في سوق العمل مع حلول عام 2035. وهم من يطلق عليهم "مواطنوا العصر الرقمي" لأنهم وعلى عكس جيل الألفية وجيل إكس وجيل الطفرة، نشأوا مع الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي وإمكانية الوصول الفوري إلى المعلومات، مما جعلهم أكثر مهارة في التكنولوجيا وأكثر اعتيادا على التواصل السريع. فما هي الاختلافات في هذا الجيل التي تسببت فيها تلك النشأة المختلفة؟
على عكس جيل الألفية الذي يميل إلى المحتوى الطويل، يفضل جيل زد التواصل المختصر والبصري والتفاعلي وغالبًا ما يستخدم الرموز التعبيرية والميمات والفيديوهات للتعبير عن نفسه. كما يفضل التعلم الذاتي عبر الدورات التدريبية على الإنترنت، والدروس التعليمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، بدلا من التعليم التقليدي. علاوة على تركيزه على المهارات العملية أكثر من الشهادات الأكاديمية، مما يجعل المنصات مثل "يوتيوب" و"لينكد إن" أدوات أساسية لنموه المهني. كما تحتل المرونة والتوازن بين الحياة والعمل أولويه قصوى لديه حتى لو على حساب تولي مناصب قيادية. لذا، يفضل العمل عن بعد أو بنمط الهجين عن فرص العمل التقليدية في المكاتب. كما يبحث هذا الجيل عن وظائف ذات أهداف واضحة؛ حيث يجب أن تتماشى تلك الأهداف مع قيمه الشخصية والاجتماعية. ذلك لأن جيل "Z" يعتبر الأكثر مشاركة في القضايا الاجتماعية والسياسية والأكثر دفاعا عن التنوع والشمولية والاستدامة. كما يتوقع هذا الجيل من العلامات التجارية وأرباب العمل أن يكون لهم موقف واضح تجاه تلك القضايا العالمية وأن يساهموا في إحداث تغيير إيجابي. ويعد جيل "Z" أكثر حذرًا في الأمور المالية من جيل الألفية بعد ما شهد من أزمات اقتصادية، حيث يفضل الادخار والاستثمار المبكر، واستكشاف أعمال جانبية ومبادرات لريادة الأعمال لتحقيق الاستقلال والأمان المالي.
لا شك أن الاختلافات السابق ذكرها ستعيد تشكيل بيئة العمل لتصبح أكثر جاذبية وإنتاجيه لهذا الجيل، بدءً باستخدام أدوات رقمية حديثة في بيئة العمل: مثل الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية التي تسهل التواصل والإنتاجية، مرورا بفرص التعلم المستمر عبر الدورات التدريبية من خلال الإنترنت والتطوير المهني المستمر. علاوة على توفير نظام العمل الهجين الذي يمنحهم حرية أكبر في إدارة وقتهم وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية. وكذلك توفير بيئة وثقافة عمل تعزز الشمولية والتمثيل العادل لجميع الفئات، وتتيح للموظفين التعبير عن أفكارهم بحرية، وتشجع على الابتكار والتواصل المفتوح. و إنتهاء بـتبنى ممارسات مستدامة والمساهمة في المبادرات المجتمعية مثل تقليل البصمة الكربونية أو دعم المشاريع الخيرية.
ختاما، لا شك أن تطور الشركات من خلال تبني المرونة، التكنولوجيا، والاستدامة يعد شيئا محمودا بوجه عام، وبغض النظر عن هدف التكيف مع رغبات جيل "Z" ام لا. لكن ما هو الحد الفاصل بين ما يجب ان تتكيف عليه الشركات لتناسب متطلبات هذا الجيل وبين ما يجب على هذا الجيل القيام به ليتكيف مع متطلبات قيم العمل التي تربينا عليها؟ شاركوني.
Kommentare