top of page

كلنا "هارفارد"

  • Writer: Amr Kais
    Amr Kais
  • Apr 20
  • 2 min read


تعتبر جامعة هارفارد أيقونة العلم بشتى فروعه في العصر الحديث بلا منازع. فهي أول من قدم إلى العالم زراعة الأعضاء البشرية سنة 1954، وأول من صمم برنامج الماجستير في إدارة الاعمال عام 1908 الذي أحدث طفرة كبيرة في علم الإدارة وممارساتها. كما أنها  أول من قدم معالجات البيانات المنطقية للحاسبات الآلية التي أحدثت طفرة في استخدام الذكاء الاصطناعي، وأول من قدم جهاز إزالة الرجفان الذي أنقذ حياة الملايين من مرضى القلب في العالم.  وحتى برنامج عالم سمسم للأطفال لم يكن إلا أحد مخرجاتها. و لعل حصول 161 من خريجيها على جائزة نوبل في شتى المجالات العلميه خير دليل على إسهاماتها التي غيرت وجه الحياه على الأرض. ناهيك عن تخرج الكثير من الزعماء مثل جون كينيدي وجورج بوش وباراك أوباما وغيرهم منها.  لكن لم يشفع كل ذلك لتلك الجامعة العريقة، فتعرضت ومثيلاتها من كبار الجامعات الامريكية للتحرش والابتزاز من ِقبل اللوبي الصهيوني المتمثل في إدارة ترامب، الذي هدد بوقف التمويل الفيدرالي المخصص لتلك الجامعات إذا لم تغير سياسات وقواعد تعيين الاساتذه وقبول الطلاب والتدريس بحيث تشترط عدم قبول وفصل أي معترض على الممارسات الصهيونية سواء كان طالبا أو موظفا أو أستاذا. كما تم حظر كافة وسائل التعبير عن هذا الاعتراض.  كل ذلك بحجة مقاومة خطاب الكراهيه والمعاداة ضد السامية، وإن كان السبب الخفي هو قصر الحصول على هذا المستوى العلمي الراقي والمتطور على الصهاينه ومؤيديهم.  و قد رضخت جامعة كولومبيا بالفعل بعد ان تم حرمانها من 400 مليون دولار. و لكن موقف جامعة هارفارد كان مختلفا. فعلى الرغم من التهديد بحرمانها من ما يزيد عن 2 مليار دولار و حرمانها من منح اقامات لطلابها الأجانب, حيث قدم رئيس جامعة هارفارد "آلان جاربر" موقفًا مشرفًا فى تصميمه على الدفاع عن الإستقلال الجامعى والحرية الأكاديمية فى مواجهة تغول إدارة ترامب.  فقد رفض هذه المطالب، وإعتبرها غير دستورية لأنها تعكس تجاوزًا لصلاحيات الحكومة وتعديًا على استقلالية الجامعة. وأكد أنه "لا ينبغى لأى حكومة، بغض النظر عن الحزب الحاكم، أن تملى على الجامعات الخاصة ما يجب أن تُدرّسه أو مَن يجب أن تقبله أو توظفه". وأشار إلى أن هذه المطالب تمثل تنظيمًا حكوميًّا مباشرًا للظروف الفكرية داخل الجامعة، وأنها تتجاوز السلطة القانونية للحكومة الفيدرالية. وقد شجع هذا الموقف الصلب للجامعة جامعات أخرى مثل "يال" و "ستانفورد" و "MIT" للتضامن معها، بالإضافة إلى الكثير من الشخصيات العامة، على رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما".

قد يندهش البعض إذا قلت أن تلك المعركة التي تخوضها الجامعات الأمريكية حاليا في سبيل استقلالها عن السياسة وحريتها الفكرية والأكاديمية قد خاضها من قبلهم منذ أكثر من 90 سنه وتحديدا عام 1932 العمالقة من آبائنا الأكاديميين الأوائل.  وذلك حين اتخذ وزير المعارف قرارا بالاطاحة بطه حسين من عمادة كلية الاداب ونقله ليصبح مشرفا على التعليم الابتدائي في الوزاره لأسباب سياسية. فاستقال محمد لطفي السيد من رئاسة الجامعه احتجاجا على هذا القرار و أضرب الطلبه عن الحضور ليعود طه حسين لمنصبه محمولا على الأعناق في عام 1934 و ليشترط لطفي السيد على وزير المعارف الجديد"نجيب الهلالي" تعديل قانون الجامعة بحيث يتعين الحصول على موافقة الجامعة على نقل أى أستاذ منها، وعدل القانون بالفعل استجابة لشرط أحمد لطفى السيد الذى عاد إلى منصبه مديرا للجامعة فى أبريل 1935، وانتخب د. طه حسين للعمادة مرة ثانية من عام 1936 حتى عام 1939.

تلك كانت صفحة ضمن صفحات كثيرة ناصعة البياض كتبها من سبقونا، و لا يجب أن ننساها أو نتناساها.

لعل الذكرى تنفع المؤمنين.. فكلنا "هارفارد"!

 
 
 

Comments


Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon

© 2016 Amr Kais

bottom of page