تسويق "الرؤيه 2030"
- عمرو قيس
- Mar 22, 2016
- 2 min read
لا أستطيع أن ادعى أنني قد ألممت بالقدر الكاف من التفاصيل عن محتوى "الرؤيه 2030" بما يسمح لى من أتخاذ موقف منها بالتأييد أو الرفض. قد يعكس ذلك إما تقصيرا من جانبي للحصول على تلك التفاصيل أو قصوراً في تسويق فكرة الرؤية في حد ذاتها.
وبالتالي، تأخذنا تلك الفرضية إلي الحديث عن حجم المعاناة التى نعيشها اليوم بسبب الفشل فى تسويق الأفكار بشكل علمى بمعرفة المتخصصين.فيكفى أن نتخيل كيف كان سيصبح وضعنا اليوم لو كنا قد نجحنا فى تسويق فكرة تنظيم الأسرة، أو احترام قانون المرور و القيادة الآمنة، أو الاعتدال وعدم التطرف، أو حسن معاملة السائحين، أو حتى النظافة.
بالطبع ليس المقصود بالتسويق هنا الترويج أو الدعاية والإعلان، لكن المقصود هو وضع إستراتيجية متكاملة للتسويق في ضوء معلومات دقيقة و أهداف كمية و نوعيه قابلة للقياس ُتقيم على أساسها هذه الإستراتيجية.
و في رأيي ، كان َحرياً أن يسبق وضع إستراتيجية " الرؤية 2030" إجراء أبحاث ميدانية للتعرف على الكثير من النقاط التى يتوقف عليها نجاح الإستراتيجية من عدمه. فقد تعاقبت علينا الكثير من المبادرات المماثلة بمسميات مختلفة مثل الخطة الخمسية و البرامج الألفية ...الخ التي لم تسفر عن نتائج إيجابية تمس حياة المواطن. فما الذى يضمن له بأن هذه المبادرة تختلف عما سبقها؟ ما هى النتائج التي يتطلع المواطن أن تحققها "الرؤية 2030" و تجعله يتحمس لها و يتجاوب معها؟ ما هي العوامل التي قد تعزز فرص تقبل الشباب لهذه الرؤية و اقتناعهم بها فئ ضوء إحباطهم و تشككهم فى كل ما يدور حولهم؟
ما هو الاسم المناسب لهذه المبادرة الذى يضمن عدم إعطاء صورة ذهنية سلبية عنها مثل المبادرات السابقة ؟ ما هو الشعار المناسب الذى يعكس محتواها و الهدف منها و الأكثر قبولاً لدي المواطن؟ من هى الشخصيات الأكثر مصداقية للمواطن بوجه عام و للشباب بوجه خاص و التى تصلح للقيام بدور سفراء هذه الرؤية للعمل على إيصال محتواها من خلالهم؟
وحدها الأبحاث الميدانية هي الكفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات، و بعد الانتهاء من الإجابة عليها وعلي غيرها من الأسئلة
الهامة عن طريق جمع و تحليل البيانات، يبدأ العمل على وضع الإستراتيجية و تقسيمها إلى مراحل، مع تحديد أهداف و إطار
زمني لكل مرحلة؛ بدأًً بمرحلة التمهيد فالتقديم ثم المرحلة الرئيسية تليها المراحل التذكيرية.
ولا شك أنه مهما كانت درجة احترافية وضع و تنفيذ الإستراتيجية التسويقية، فإنها لا تستطيع إنجاح منتج َمعيب أو لا يتناسب مع توقعات العميل المستهدف. وهو ما ينطبق أيضا على الرؤية ؛ بمعنى أنه يجب التأكد أن محتواها يرقى لمستوى طموحات المواطن، و تتسم بالواقعية والمصداقية في آن واحد. كما يجب أن توفر الآليات التي تضمن متابعة تنفيذها بشفافية كبيره للتيقن من انها ليست مجرد مسمى جديد لمبادرات قديمه أحدثت ضجيجاً بلا طحن.
أما التحدي الأكبر و الأصعب فهو أن نتمسك بالتفاؤل مع ألا يمنعنا التفاؤل من أن نعبر عن آرائنا فيما تحتوى عليه هذه المبادرة من أفكار، و أن نتحلى بالموضوعية الكافية بحيث يتقبل من شاركوا في وضعها النقد دون أن يحول كبريائهم دون قبول ذلك، و ألا ينتقم من لم يتم دعوته من النخبة للمشاركة فيها بمحاولة هدمها عن طريق النقد من أجل النقد.
ان وجود رؤيه هو ضرورة لا غنى عنها وبلا شك، لذا يجب ان نثنى على هذه المبادره و لكن لا يجب ان يمنعنا هذا الثناء من نقدها بهدف تدعيمها و ليس تقويضها.
Comentários