top of page

حديث الاضطراب العقلي

  • عمرو قيس
  • Apr 12, 2016
  • 2 min read

لا يزال الحديث عن الاضطرابات العقلية التي يعانى منها الكثيرين منا، من المحرمات في مجتمعنا، وهو الشئ الغير مستغرب طالما يتم اعتبار إصابة شخص بأي نوع من الاضطرابات العقلية وصمة وفضيحة له ولكل من يرتبط به بصله، وطالما ترتبط الصورة الذهنية للمضطربين عقلياً بشخصيات فيلم إسماعيل يس فى مستشفى المجانين.


وامتدادا لتلك الثقافة،فإن شركاتنا و مؤسسات الأعمال المختلفة لم تل أي اهتمام بهذا الموضوع رغم تأثيره القوى والمدمر على نتائجها وعلى الاقتصاد ككل. ويكفى للدلالة على مدى انتشار الاضطراب العقلي بين موظفي وقيادات الشركات المختلفة أن نعلم أن نسبة من لديهم أياً من أنواع الاضطراب العقلي والتي تتطلب العلاج والاهتمام تبلغ 18% من قوه العمل في الولايات المتحدة الأمريكية و 20% في المملكة المتحدة و 17% في أستراليا.

وعليه، فيمكن أن نتخيل مقدار تلك النسبة في مصر!! وبالطبع، تزيد هذه النسبة في الوظائف والمراكز العليا نظراً لزيادة الأعباء والضغوط والمسئوليات وبالتالي تزيد أثارها المدمرة أيضاً.


ولعل أكثر الاضطرابات العقلية انتشارا في مجتمع الأعمال، القلق (الُرهاب) ANXIETY DISORDER وهو القلق والخوف المبالغ فيه من الأحداث المستقبلية والذي يصاحبها تسارع في ضربات القلب والرعشة المستمرة في أحيان أخرى. وبالطبع يأتي الاكتئاب المزمن DEPRESSION في مرتبة متقدمة وما يصاحبه من عدم الاهتمام بالعمل والنوم المتقطع والغضب المبالغ فيه من الأحداث العادية. وكذلك الوسواس القهري OCD وما يصاحبه من تسلط أفكارسلبية بشكل متكرر على الشخص وتأثيرها على سلوكه وتصرفاته بشكل ملحوظ.


أما الاضطراب ثنائي القطب BIPOLOR DISORDER فيمكن أن نلمسه في التغير المزاجي الحاد للموظف أو المدير والذي يصاحبه تذبذب شديد في الأداء و الإنتاجية أو حتى القرارات. ولعلنا نلحظ كثيراً الآثار الجانبية لاضطراب قصور الانتباه ATTENTION DEFICIT DISORDER في محيط العمل من عدم القدرة على التركيز والتنظيم وإدارة الوقت والنسيان المستمر وتأثيرها السلبي على بيئة العمل.


لقد قامت منظمه الصحة العالمية ، استشعارا منها لخطورة هذا الموضوع وتأثيره السلبي على بيئة العمل ونتائجه المدمرة، بإصدار وثيقة هامة عام 2005 باسم "سياسات وبرامج الصحة العقلية في بيئة العمل" لتلفت نظر الشركات و مؤسسات الأعمال لأهمية وضع سياسات وبرامج داخليه وإجراءات لتجنب والتقليل من حدوث تلك الاضطرابات العقلية والكشف عنها ومساعدة العاملين في علاجها.


ولعل نقطة البداية في الاهتمام بهذا الموضوع الهام هي الاعتراف بوجودها.فمن منا لم يلمس أياً من الاضطرابات السابق ذكرها في محيط عمله أو حتى في نفسه. ولعلى أكون أول المعترفين بذلك!


Comments


Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon

© 2016 Amr Kais

bottom of page