تفاءلوا تصحوا
- عمرو قيس
- May 31, 2016
- 2 min read
التفاؤل هو القدرة على النظر إلى الجانب الإيجابى للأمور دون البعد عن الواقعية وصولا إلى التبرير المنطقى والأسباب الحقيقية للأحداث السيئه والعمل على التغلب عليها أملا فى غد أفضل، بدلا من أن نبني من المصاعب سجنا نحبس أنفسنا فيه أو نتخذها ذريعه للفشل. وهو أيضا القدرة على إستثمار الظروف الصعبة وإيجاد الفرص بين ثناياها. فدائما ما تأتى الفرص متنكره فى صورة صعاب، كما يقال "البحر المضطرب هو ما يصنع ربانا عظيما ".
لقد أصبح التفاؤل بمفهومه السابق عملة نادرة. فكلما نظرنا حولنا وجدنا إما " يأسا مزمنا أوتفاؤلا زائفا" . لدرجة أن المطرب الشعبى شعبان عبد الرحيم(شعبولا) قد إستشعر ذلك فكانت أحدث أغنياته بعنوان "يا بياعين اليأس حبة أمل لله"!!
لقد أحكم التشائم و اليأس سيطرته على الكثيرين و منعهم من رؤية الجانب الإيجابى للأمور مهما صغر أو كبر، و أعمى عيونهم عن رؤية الضوء فى آخر النفق المظلم و كبل أيديهم عن العمل من أجل مستقبل أفضل وأطلق لسانهم باللعنات على الظروف المحيطة. ولا شك فى أن إنكار الواقع و التفاؤل الغير مبرر لا يقل خطورة عن اليأس و التشاؤم .حيث أنه يمنع الشخص من رؤية سلبياته و أخطاؤه، بل و فى بعض الأحيان يراها إيجابيات و ينظر للواقع باللون الوردى مهما كان سيئاً.مما يجرده من أى مبرر أو حافز للعمل على تغييره للأفضل لأنه يرى دائما أنه ليس بالإمكان أبدع مما كان.
لقد كان و لازال التفاؤل و تأثيره على كافة جوانب حياة الإنسان مادة خصبة و ثرية للكثير من الأبحاث العلمية. فعلي مستوي الصحة البدنية، يقابل التقدم 10 نقاط فى مقياس التفاؤل تقليل خطر الموت المبكر بنسبة 19% . علاوة علي خفض إحتمالات الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية بكافة أنواعها بنسبة كبيرة.
أما من ناحية الصحة النفسية، فُيعتبر التفاؤل أكثر الأدوية فاعلية ضد مرض الإكتئاب و على نطاق العمل، ثبت وجود علاقة طردية بين درجة تفاؤل الشخص ومستوى ذكاؤه، و كذلك درجة نشاطه و إنتاجيته.
و من المثير للإهتمام أيضا فى نتائج هذه الأبحاث أنها أثبتت أن التفاؤل يمكن أن ُيكتسب فيتطور و ينمو، بما يسلط الضوء على أهمية تنشأة الأطفال فى بيئة و أسرة لا يغلب عليها التشاؤم و اليأس و السلبية.
بل أري أن التفاؤل والتشاؤم ينتشران بالعدوى بفضل أو بسبب الإعلام و الأصدقاء .لذا، أهمس في أذن الآباء و الأمهات أن يتوقفا عن تكرار الجملة التراثية المفضلة "مفيش فايده" أمام أبنائهم ليل نهار، و أن يحدوا إن لم يكفوا عن إنتقاد الأحوال بما يزيدها قتامة بل وإنتقاد أبنائهم بعبارات تبعث فيهم روح اليأس حتى من إصلاح أنفسهم.
كما يجب علينا بقدر الإمكان، مع علمى بصعوبة ذلك، أن نتجنب الوسائل الإعلامية والأشخاص المصابين بهذا الوباء تجنباً للعدوى.
و أخيراً، يجب أن نثق دائما فى قدرتنا على الوقوف بعد الوقوع على الأرض و على الإبتسام بعد أن تملأ عيوننا الدموع و على تحقيق الأحلام الجميله بعد الإستفاقه على الكوابيس.
تفاءلوا بالخير تجدوه إن شاء الله.
Comments