top of page

لدينا"شاومينج"ولديهم"أوبر"

  • عمرو قيس
  • Jun 14, 2016
  • 2 min read

لا يعد" تراڤيس كلانيكTravis Kalanick- " استثناء للكثير من رواد الأعمال الذين حققوا نجاحاً باهراً فى عالم الأعمال و التكنولوجيا رغم قرارهم بعدم استكمال دراستهم الجامعية و الاكتفاء بإتمام المرحلة المدرسية للانطلاق مباشرة إلى الحياة العملية و عالم الأعمال.

فقد قرر "تراڤيس"عدم استكمال دراسته الجامعية بجامعة “UCLA”والانغماس في الحياة العملية متسلحاً بكل ما اكتسبه في التعليم المدرسي من إعداد تربوي و مهارى و علمي و هو ما مكنه مع بعض الخبرات العلمية من تصميم تطبيق "أوبر" الشهير و الذي وصلت قيمته السوقية أكثر من 62,5 مليار دولار و يعمل لديه حاليا أكثر من 6700 موظف.


وبما أن فاعلية وكفاءة أى نظام، تقاس بجودة وقيمة مخرجاته، وبما أن "تراڤيس" و "أوبر"يعتبران نتاج مباشر لنظام التربية والتعليم الأمريكي، فإنه يمكن الحكم على فاعلية وكفاءة هذا النظام خصوصاً بالمقارنة مع نظام آخر أبهرنا مؤخراً بأحدث نتاجه ومخرجاته وهو موقع "شاومينج" للغش وتسريب أسئلة الثانوية العامة ومن وراءه من طلاب أذكياء ونابهين!


نعم أذكياء، فأنا لا أقول ذلك من باب السخرية ولكنها الحقيقة، حيث أثبت هؤلاء الطلاب بأنهم على الأقل أكثر ذكاءً من نظام التعليم ووزارة التربية والتعليم والقائمين عليها بدليل نجاحهم فى تسريب ونشر هذه الإمتحانات فيما فشلت الوزارة بكل خبراتها وإمكانياتها فى منع هذا التسريب.


وبغض النظر عن مستوى ذكاء هؤلاء الطلبة، فهم وبلا شك قد قاموا ببذل الكثير من الجهد وإستنفار روح الابتكار والعمل والتفكير لساعات طويلة، مما يعطى مؤشرا خطيراً لقوة الحافز لديهم للتحايل على منظومة تعليم فاشلة وعقيمة مفروضة عليهم. وإلا كان من الأولى أو من الطبيعى أن يوجهوا تلك الطاقات وكل هذا المجهود والوقت للانخراط في تلك المنظومه دراسة وتحصيلاً أملاً فى إجتيازها بنجاح ولكن بشكل مشروع. وبالطبع كلما زاد النظام والمقررات عقماً وفشلاً، كلما ازداد الحافز على التحايل قوة. والمحزن أن هذا الحافز على الغش لم يعد محصوراً على الطلبة فقط، بل امتد ليشمل أولياء أمورهم، الذين لم يكتفوا فقط بغض البصر أو السكوت عما يفعله أبنائهم بل قاموا بتشجعيهم ومساعدتهم مادياً ومعنوياً!


و لعلي أدعى أن هؤلاء الطلبة و "اللى جابوهم"هم أيضا نتاج فشل الشق التربوي و الأخلاقي لمنظومة التربية و التعليم لدينا.أو بتعبير أدق،غياب بفعل فاعل الدور التربوى و الأخلاقي للمؤسسات التعليمية فى مصر و الذى أدى الإدراك بأهميته فى يوم من الأيام إلى جعل كلمة "التربية" تسبق كلمة "التعليم" في الاسم الرسمي للوزارة تأكيداً على أهمية الدور التربوى الذى يسبق الدور التعليمي للوزارة و تحقيقاً للقول المأثور"الأدب فضلوه عن العلم".فرغم الفشل الذريع فى نظام التعليم و المقررات ، فقد عايشنا خلال السنوات الماضية محاولات و مبادرات عديدة لتطوير المناهج و النهوض بمستوى التعليم، بغض النظر عن نتائج هذه المحاولات. ولكننا لم نسمع عن محاولة أو مبادرة واحدة أو حتى حلقة نقاشيه لإعادة وتطوير الدور التربوى للمدارس فى مصر و الذى بلا شك تلاشى تماماً، بل قد يكون سلبياً.

إن المقارنة بين "أوبر" و "شاومينج" تعد مثالاً صارخاً ليس فقط على فشل التربية والتعليم ولكن على قيمة الفرص المهدرة بسبب هذا الفشل. فيكفي أن نتخيل لو أن هؤلاء الطلاب قد وجهوا طاقتهم الذهنية و الإبداعية ووقتهم لإنتاج شىئ قيم و مفيد مثل "أوبر" بدلا من تسخيرها لأغراض الغش والاحتيال، أي فارق كان يمكن أن يصنعوا لأنفسهم و للمجتمع و للإقتصاد؟


أخيراً وبالإضافة إلى الفرص المهدرة فيوجد أيضاً الخطر المحدق. فاليوم أصبح لدينا خريجى شهادة الثانويه العامه بالغش ماركة "شاومينج" وقريباً جداً يصبح لدينا طبيباً ومهندساً ومدرساً، وصيدلياً ماركة "شاومينج"، هذا إن لم يكن هذا قد حدث بالفعل!!

Comments


Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon

© 2016 Amr Kais

bottom of page