تنمية قاع الهرم

صديقي وزميلي العزيز عمرو قيس:

" أتشرف بدعوتكم لحضور قمة قاعدة الهرم (Base of the pyramids) للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأول التي يستضيفها مركز "جيرهارت" في الفترة من 1 الى 30 أكتوبر بمقر الجامعة الامريكية بالقاهرة الجديدة.

في الأعوام الأخيرة، زادت الدعوات في جميع أنحاء العالم للتركيز على قاعدة الهرم الاقتصادي كوسيله لتحقيق تنمية أكثر شمولاً وعدلاً واستدامة. ومن هذا المنطلق، واستجابة لتلك الدعوات تأسست " Bop Global Network" وهي شبكة عالمية تم تأسيسها لتبادل ونشر المعرفة حول تطبيق نظرية ممارسة الأعمال الاقتصادية والتجارية المستدامة في أسفل الهرم الاقتصادي. وفى سبيل ذلك، تنظم الشبكة قمة سنوية تعقد في أنحاء مختلفة من العالم لمناقشة سبل الشراكات والتعاون في هذا المجال. وقد نجحت الجامعة الامريكية التي تشرف بعضوية تلك الشبكة بفضل الله في أقناع القائمين على المؤتمر بعقده في مصر لتمكين أكبر عدد ممكن من ممثلي القطاعات الاقتصادية والمجتمعية المختلفة في مصر من الحضور والمشاركة ومن ثم الإلمام بتلك التجارب والممارسات الثرية، لتحقيق المساهمة المنشودة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لقاعدة الهرم الاقتصادي.

ويعد الموضوع الرئيسي للقمة هو الابتكارات التنموية المجتمعية قليلة التكلفة التي يمكن أن يقودها المجتمع لتنمية الفئات التي تنتمي لقاعدة الهرم الاقتصادي. أما المحاور الرئيسية فهي حاضنات ريادة الأعمال لقاع الهرم، والإسكان قليل التكلفة، والخدمات الصحية لقاع الهرم. ويهدف المؤتمر في المقام الأول الى تغيير الأسلوب النمطي الحالي لمبادرات التنمية لدى قادة المجتمع، والمسئولين الحكوميين، والمنظمات الأهلية غير الحكومية، ومسئولي مبادرات المسئولية المجتمعية في الشركات الخاصة ورواد الأعمال والأكاديميين نحو المزيد من الشمولية في التنمية وتعريفهم بنماذج ناجحة من الهند وسنغافورة وصحراء افريقيا وأمريكا اللاتينية. هذا ويمكن التسجيل بأتباع الرابط: http://www1.aucegypt.edu/conferences/Bop/index.html "

كانت تلك هي الرسالة والدعوة الكريمة التي تلقيتها من الدكتور/ على عوني رئيس مركز "جيرهارت" للمسئولية المجتمعية بالجامعة الأمريكية والتي أتصور انها ليست دعوة لشخص بقدر ما هي دعوة لكل الفئات والقطاعات التي ذكرها في خطابه الكريم. فمن المتوقع أن يسهم هذا المؤتمر بشكل مباشر بما يحتويه من معرفة وتجارب عملية في إيجاد حلول للكثير من المعضلات التي طالما عانينا منها على مدار سنوات طوال. ولعل أولى هذه المعضلات هي عدم وصول وإحساس الطبقات التي تقبع في أسفل الهرم الاقتصادي بثمار جهود الإصلاح والتنمية الاقتصادية بالقدر الكاف الذي يسهم بدوره في تمكين تلك الطبقات من النمو والارتقاء ورفع مستوى معيشتها وانتشالها من الفقر لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية. أما المعضلة الثانية فهي القدرة على تقييم العائد من الجهود المبذولة في مجال التنمية المجتمعية ومبادرات المسئولية المجتمعية للشركات بشكل موضوعي، واستخلاص الدروس المستفادة منها لتجويد وتحسين المبادرات المستقبلية لتصبح أكثر تأثيراً. أما الثالثة، فهي الآليات التي تضمن تكامل وتعاون الأطراف العاملة في هذا المجال من مؤسسات حكومية وجمعيات أهلية والشركات ومنظمات الأعمال بالشكل الذي يضمن تحقيق أكبر تأثير تنموي وعائد على الجهود المبذولة والأموال المستثمرة في مبادرات التنمية المجتمعية.

لذا فإنني ادعو كل تلك الأطراف للمشاركة والحضور للاستفادة من هذا المنتدى الهام. كما أطمع أن يكون للإعلام دوراً كبيرا في حضور المؤتمر ونشر تلك الثقافة والتجارب الناجحة، وإفراد مساحة إعلامية كافية تتناسب مع أهميتها لإثراء العمل التنموي في مصر املاً في وصول ثماره لمن هم في قاع الهرم، لانتشالهم منه بإذن الله