دعاء رمضان

أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الفضيل، أعاده الله عليكم بالخير و اليمن و البركات. وبمناسبة حلول هذا الشهر المبارك وتلك الأيام الفضيلة ندعوا الله آملين أن يتقبل الدعاء بأن يجعل غداً أفضل من اليوم بفضله و إحسانه، و بـفضل عملنا الجاد وليس بالتواكل عليه. وندعوا الله أن يوقظ ضمائرنا كي لا نلتزم فقط بالمظهر والشكل الاجتماعي للتدين دون أن تعكس سلوكياتنا وتصرفاتنا الأخلاقيات التي يدعوا إليها ديننا الحنيف. كما نبتهل إلى الله أن يجعلنا نعترف بأخطائنا ونعمل على تصحيحها بدلاً من التفاخر بها كأنها أمجاد وليست أخطاء، وأن يجعلنا ننصت لكلمة الحق حتى لو لم تكن على هوانا. وألا يجعلنا نرى الناصح الأمين عدواً لدوداً والمنافق الآفاق حبيباً حميما، وألا يجعلنا نسئ إلى وطننا أكثر مما يسئ إليه أعداؤه. كما نرجوا أن يجعلنا نستوعب ونستشعر المغذى الحقيقي من الصيام ليتوقف النهم والإسراف في شراء السلع الغذائية ويحل الزهد خلال الشهر محل السفه الإستهلاكي والتفاخر، وأن يحل كذلك العمل ضيفاً عزيزاً علينا في هذا الشهر بدلاً من التكاسل والتعلل بالصيام.  و أن نؤدي ما علينا من واجبات قبل أن نطالب بما نظن خطأ أنه من حقنا دون مقابل أو محاسبه.

نرجو من الله أن يمحو نظرة اليأس من عيون شبابنا وأن يحي الأمل لديهم ليتبوأوا مكانهم الصحيح في قيادة الوطن والعبور به إلى المستقبل متسلحين بالعلم والعمل الجاد بدلاً من الفهلوة وطلب الربح السريع عن طريق السمسرة والعمل في المهن الطفيلية، بينما يحتل شيوخنا مقعد القدوة الحسنة والناصح الناضج الأمين. نتمنى أن يمن الله علينا في كل موقع بالقادرين على خلق الرؤى الكبيرة والعمل على تحقيقها بدلاً من محترفي تثبيط الهمم ونشر الإحباط. وألا يجعل نكبتنا في نخبتنا، و أن يجعل كل من يتصدر المشهد و تسلط الأضواء عليه في مجتمعنا في كل المجالات أفضل من فينا ومن يصلح أن يكون قدوة مشرفة لأبنائنا، و أن يقنا شر أنصاف المتعلمين والمدعين و الأفاقين ويمنحنا القدرة والفطنة على كشفهم ولفظهم و إقتلاعهم من المجتمع ليكونوا ِعبرة لا قدوة.

نرجوا من الله أن تعود قوتنا الناعمة ثقافة وإعلام قوة معمرة لا مدمرة، لتسهم في ترميم القيم والأخلاقيات الإيجابية التي باتت آيلة للسقوط وترويج السير الذاتية للعظماء بدلاً من سير الراقصات والبلطجية وتجار الآثار والمخدرات.  نتمنى أن يصبح الرقي و الإتقان و الإبداع في إعلاء القيم النبيلة عنوانا لثقافتنا و فنوننا بدلاً من الإبداع في القبح و الفشل.  وأن يقينا شر مرتزقة الفن والثقافة.

نسأل الله أن يلين قلوبنا تجاه الفقراء والضعفاء والمحتاجين وأن يعيننا على مساعدتهم ورفع المعاناة عنهم مع حفظ كرامتهم وكبريائهم لتشرق الابتسامة من جديد على وجوههم ووجوهنا على حد سواء.

ختاماً، ندعو الله أن يحفظ سماء وأرض ومياه وأبناء وطننا الغالي من كل شر، وأن نشكره على تلك النعم المقدرة بالعمل على حمايتهـا وصونها من كل شر.

اّمين وكل عام وأنتم طيبين.