top of page

صدى اصواتنا


Amr Kais عمرو قيس

استضافت كلية الإدارة بالجامعة الأمريكية الأسبوع الماضي “Gita Gopinath” كبير الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي في ندوة رقمية لإلقاء الضوء على أحدث التقارير التي صدرت عن الصندوق حول توقعات الأداء الاقتصادي للفترة القادمة و التوصيات الخاصة بـسياسات التعافي الاقتصادي التي ينصح الصندوق بأتباعها. و كذلك تقييم الصندوق لأداء الاقتصاد المصري و التحديات المستقبلية التي تواجهه. و في نفس الأسبوع، استضافت غرفة التجارة الأمريكية “David Cowan” كبير المحللين الاقتصاديين ببنك “Citi” في ندوة رقمية أخرى للحديث عن توقعات البنك للنمو الاقتصادي لمصر و دول شمال أفريقيا و تحديات و فرص الاستثمار. كما تطرقت الندوة إلى تقييم البنك لأجندة الإصلاح الاقتصادي المصري و سياسة مصر النقدية و احتواء التضخم (يمكن مشاهدة تسجيل الندوتين من خلال الانترنت). و يعد انعقاد هاتين الندوتين خير مثال على الدور الذي يجب أن تقوم به الجامعات و الغرف التجارية في اثراء الفكر و الحوار الاقتصادي و فتح النوافذ على العالم عن طريق دعوة الخبراء من مختلف الدول و الهيئات الدولية للاستماع إلى آرائهم و محاورتهم. فليس من المفيد على الأطلاق ألا نسمع طوال الوقت إلا صدى اصواتنا وألا نحاور إلا انفسنا.


و لعل القائمين على السياسات الاقتصادية و المالية لدينا أو على الأقل من يمثلهم هم الأولى ليس فقط بمتابعة و حضور مثل هذه الفعاليات، بل تنظيم الكثير من الفعاليات المماثلة ليكونوا أول المستفيدين منها بالاطلاع على المستجدات و الآراء المختلفة و معرفة كيف يرانا العالم و كيف يقيم سياساتنا الاقتصادية؛ فهو أمر لا غنى عنه بالنسبة للقائمين على تلك السياسات. والأهم اعادة النظر في بعض هذه السياسات و تصويبها إذا لزم الأمر في ضوء الاستماع و النقاش مع خبراء من خارج دائرتهم. و ما ينطبق على القائمين على تلك السياسات يسري أيضا على الرقيب عليها. فقد يكون مفيدا لأعضاء اللجان البرلمانية المختلفة المشاركة في مثل هذه الفعاليات و الاستفادة منها كأداة مساعدة في تقييم أثر و تبعات السياسات الاقتصادية و المالية التي يتخذها صانعوا القرار و تصويبها قبل فوات الأوان إذا لزم الأمر و محاسبة متخذها.


و يعد اسهام مثل هذه الفعاليات في توفير الحد الأدنى من الثقافة الاقتصادية للمواطن العادي لا يقل أهميه عما سبق. وليس المقصود هنا بالثقافة الاقتصادية أن يصبح المواطن العادي عالماً وخبيراً في الاقتصاد أو حتى محللاً اقتصاديا، ولكن المقصود بأن يصبح ملماً بما يحدث حوله من أحداث اقتصادية وأن يستطيع فهم العوامل المسببة لها عن طريق قراءة مقالات أو مشاهدة برامج تليفزيونية تتناول محتوى هذه الندوات و الفعاليات وتحللها بلغة بسيطة ومفهومة وسهلة تتناسب مع رجل الشارع العادي غير المتخصص. فهذا التثقيف الاقتصادي يسهم في تعبئة المواطن لإنجاح بعض السياسات الاقتصادية المطلوب إتباعها في حال اقتناعه بها وبالفائدة التي ستعود عليه منها ومبرراتها، أو الاعتراض عليها و طلب تعديلها عن طريق ممثليه في البرلمان. وهي أيضاً حق أصيل للمواطن في المعرفة لكي يعد نفسه ويتخذ قراراته الشخصية في ضوء معرفته بحقيقة الأوضاع الاقتصادية الحالية و المرتقبة مثل الادخار أو التوسع في الشراء أو الاقتراض. فمن حق المواطن مثلاً قبل التوسع في الاقتراض الشخصي أن يعلم تأثير الحالة الاقتصادية على دخله المستقبلي الذي سيعتمد عليه لسداد تلك القروض. و لكن لا تستطيع هذه الفعاليات تحقيق هذا الهدف إذا لم تحظ بالاهتمام الكافي من الإعلام إما بسبب الاغراق في المحلية، أو عدم الاهتمام بمثل هذه الندوات و بتغطيتها إلا إذا كان أحد المسئولين مشاركا فيها أو بسبب الافتقار إلى الكوادر المدربة و القادرة على القيام بهذا الدور شديد الأهمية.



Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon
bottom of page