عام آتِ

تحدثنا الأسبوع الماضي عن أهم أحداث عام 2022 و التي يتوقع ان يمتد أثرها للعام الذي يليه و ربما لعدة سنوات قادمة. أما اليوم و قد بدء العام الجديد منذ سويعات قليلة، فقد يكون من المفيد أن نبدأه باستعراض أهم الأحداث المتوقع حدوثها فيه:

- من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 1,6 %؛ حيث ستكون الصين الأعلى نموا بنسبة 4%، تليها الأسواق الناشئة بنسبة 2,9 %، ثم أمريكا بنسبة 1%، ثم أخيرا منطقة اليورو بنسبة 2%.

- من المتوقع أن يتراوح متوسط سعر برميل البترول خلال العام (خام برنت) 90 دولار. أما الذهب، فمن المتوقع ان يتداول بمتوسط سعر 1860 دولار للأوقية.

- من المتوقع ان يتم الإعلان رسميا عن انتهاء تصنيف "الكورونا" كوباء خلال هذا العام.

- من المتوقع أن يصبح اليورو العملة الرسمية لكرواتيا لتصبح الدولة رقم عشرين بعد دولة ليتوانيا أحدث المنضمين عام 2015. و كذلك ستنضم لمنطقة "الشنجن" للتنقل الحر لتصبح الدولة رقم 27 في هذه المنطقة.

- من المتوقع أن تشهد القارة الأوروبية التي نرى تصاعد التيار اليميني بها انتخابات في عدة دول مثل قبرص واليونان وإسبانيا و أوكرانيا و بولنده، و كذلك تركيا.

- من المتوقع أن يتم التتويج الرسمي لملك انجلترا في مايو القادم في "وستمنستر آبي". و هو نفس المكان الذي أقيمت فيه جنازة الملكة اليزابيث. و يجري حاليا العمل على تعديل مقاس التاج الملكي التاريخي ليتناسب مع حجم رأس الملك الجديد.

- من المتوقع أن يزيد عدد سكان الهند عن عدد سكان الصين لتصبح اكبر دولة في العالم من حيث الكثافة السكانية.

- من المتوقع ان تستضيف دولة الإمارات العربية النسخة الجديدة من قمة المناخ “COP28” .

- من المتوقع ان نشهد النسخة الحريمي من كأس العالم في كرة القدم و التي ستقام في يوليو القادم بإذن الله و تستضيفها أستراليا و نيوزيلاندا.

- من المتوقع أن تطلق وكالة الفضاء اليابانية أول قمر صناعي مصنوع من الخشب.

- من المتوقع أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية على مستوى العالم 8,5 مليون سيارة.

تلك كانت الأحداث المتوقعة في العام الجديد. و لكن إذا ما استرجعنا الأحداث التي تم سردها في المقال السابق و التي وقعت العام الماضي و شكلت ملامحه، سنجد أنها و بلا استثناء أحداث لم تكن متوقعة و لم يتم التنبؤ بها و لكنها كانت الأكثر تأثيرًا على حياتنا. فما يصنع التاريخ هو الأحداث غير المتوقعة. لذا، فمن المرجح ألا تؤثر أيا من الأحداث السابق ذكرها اليوم على حياتنا بالقدر الذي ستؤثر فيها أحداث مختلفة تماما لا يمكن التنبؤ بحدوثها، لكنها ستفاجئنا بوقوعها. الأمر الذي يجعل المرونة والقدرة على التكيف(agility) من أهم المهارات التي ينصح الخبراء بالتحلي بها سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات في الوقت الحاضر. وذلك لما يحمله غير المتوقع من فرص يجب حسن استغلالها ومخاطر يجب العمل على تقليل أثرها، و هو ما لا يتأتى دون اكتساب تلك المهارة.

و يبقى أصدق توقع هو توقع أن يحدث غير المتوقع!!