top of page

من عادي إلى إستثنائي

  • Writer: Amr Kais
    Amr Kais
  • Apr 28, 2024
  • 2 min read


طالما كانت القيادة و الشخصية القيادية و خصائصها مادة خصبة للكثير من الدراسات و الأبحاث، و ذلك لأهمية الدور الذي تلعبه القيادات في إزدهار و نمو المؤسسات  أو تأخرها و اندثارها. و يعد كتاب “The CEO NEXT DOOR” لمؤلفيه  "الينا بوتيلهو" و"كيم باول". و الذي كان ضمن قائمة " نيويورك تايمز" و" وول ستريت جورنال" للكتب الأكثر مبيعا إضافة مميزة لتلك الدراسات و الأبحاث. فالكتاب   يتضمن  تحليلا لنتائج بحث قاموا به شمل 2700 رئيس شركة.  و قد اثبتت تلك النتائج عدم صحة الكثير من المعتقدات السائدة حول متطلبات القيادة و مؤهلات من يشغلون المناصب القيادية. و لعل أول هذه المعتقدات هو أن معظم الناس  يظنون بـأن الأدوار القيادية العليا، وعلى الأقل دور الرئيس التنفيذي، مخصصة فقط للأشخاص الاستثنائيون منذ المولد.  لكن ثبت أن قدرة أي شخص على أن يصبح رئيسًا تنفيذيًا (أو أن يرتقي إلى القمة في مؤسسته) ترتبط بقدرته على أن يتطور من شخص عادي إلى شخص استثناءي. ومن المؤكد أن الأمر لا يتعلق بالخلفية أو الحظ السعيد.  أي أن القادة ُيصنعون و لا يولدون.  فقد أسفرت نتائج البحث التي شملها الكتاب حقيقة أن 7% فقط من القادة الناجحون الذين تضمنهم البحث لم يتخرجوا من جامعات مرموقة، بل و أن 8% منهم لم يتخرجوا أصلا من أي جامعة، و أن ثلثهم كانوا شديدي الانطواء، و أن 45% منهم لم تخل سيرتهم الذاتية من التعرض لسقطة أو أزمة مهنية حادة واحدة على الأقل من قبل.  كما أوضحت الدراسة أن ما أسهم في تحول هؤلاء القادة الناجحون من أشخاص عاديون إلى قادة إستثناءيون هو قدرتهم على تنمية أربع مهارات سلوكية أساسية، أولها  القدرة على الحسم و اتخاذ القرار.  فاتخاذ القرار يعد من صميم القيادة؛ حيث أن القدرة على اختيار مسار العمل تدفع المؤسسات بثقة إلى الأمام وتمهد الطريق للابتكار والنمو، خاصة في مواجهة حالة عدم اليقين.  وهو ما يجعل القاده الذين يتمتعون بهذه الصفة أكثر عرضة للنجاح بمقدار 12 مرة عن من لا يتحلون بهذه الصفة.  أما ثاني تلك المهارات فهي القدرة على الإشراك الفعال لفريق العمل في إتخاذ و تنفيذ القرارات و القدرة على حشد الجميع خلف رؤية هذا القائد، بدءًا من الأعضاء الصغار وحتى كبار أعضاء فريق العمل. و هي المهارة التي في حال توافرها تزيد من نسبة النجاح 9 اضعاف مقارنة بحالة عدم توافرها. ثم نأتي إلى المهارة الثالثة و التي تزيد نسبة النجاح بـ15 ضعف ألا وهي المصداقية و الجدارة بالثقة،  الكفيلتين بإشعار جميع أعضاء فريق العمل بقدرتهم على الاعتماد على تلك القيادة. و غني عن القول  أن تحلي القائد بتلك المعايير يمنحه الحق في إلزام الآخرين بمعايير مماثلة، و هو ما يجعل من كل أفراد الفريق أشخاصا يعتمد عليهم، و يزيد من ثقتهم في بعضهم البعض. أما المهارة الرابعة فهي الجرأة و المرونة في التكيف مع المتغيرات و ذلك لأن الثابت الوحيد في العالم بوجه عام و في محيط العمل بوجه خاص هو التغيير. لذا،  فالقدرة على التعامل مع التحديات الجديدة و إحتوائها أمر بالغ الأهمية للنمو والبقاء في عالم سريع الخطى. و هي المهارة التي تتمتع بُمعامل نجاح يصل إلى 6 مرات في حال توفرها.


لا شك  أن ما سبق  يلقي الضوء على مهارات قيادية مهمة يجب تنميتها،  لكن من وجهة نظري المتواضعة  فتلك المهارات ضرورية لأي شخص بغض النظر إن كان يقود مؤسسة أم لا. فهو يحتاجها في كل الأحوال   كي يتمكن من قيادة نفسه  بنجاح قبل أن يقود الآخرين.  

 


 
 
 

Comments


Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon

© 2016 Amr Kais

bottom of page