top of page

الإبداع فى الفشل

أعلن منذ أيام قليلة عن إقالة رئيس شركة مصر الطيران فى ضوء تقارير وارده من جهات إدارية و رقابية تعكس قصور فى الأداء، ونشر أيضاً فى ذات اليوم وفى ذات الجرائد خبر إستقالة رئيس الشركة و ليس إقالته. وبغض النظر عن صحة هذا الخبر أو ذاك، فهل يحتاج وزير الطيران تلك التقارير ليعرف مدى تدهور أداء الشركة الوطنية؟ ألم تتوافر لدى وزارة الطيران تقارير (IATA) و غيرها من الجهات التى تصنف شركات الطيران و ترتبها حسب أدائها؟ فحسب أخر تقرير لأفضل 100 شركة طيران، نعم أفضل مائة و ليس عشرة شركات، تخلوا القائمة من إسم شركة مصر للطيران بينما تتضمن شركات الطيران الوطنية لبلاد مثل سريلانكا و الفلبين و موريشيوس و عمان و حتى الاسكا و هاواى !!

بمعنى أنه أصبح منتهى الأمل لا أن نقارن بالطيران التركى أو القطرى أو الأماراتى أو الأوروبى بل مجرد أن نظهر فى الصورة مع تلك الخطوط المذكورة سابقاً.


أما الطيران الأثيوبى فقط أحتل المركز الأول أفريقيأً و ال18 عالميأً من حيث الربحية بأيرادات تزيد عن 2,3 مليار دولار. والسؤال هو ما هى الإمكانيات الى توافرت للطيران الأثيوبى أو طيران سيريلانكا و موريشيوس ولم تتوافر لشركة مصر للطيران؟ أضف الى ذلك موقع مصر المتميز عن تلك البلاد ، حيث أن الموقع يعد عامل تنافسى محورى بين شركات الطيران بل و الإحتكار الغير مبرر للخطوط الداخلية المنتظمة و أسعار البيع الأعلى الغير مبررة مقارنة بأسعار شركات الطيران العالمية. فمهما كانت وجهتك تجد سعر تذكرة مصر للطيران أغلى من سعر شركات الطيران المصنفة ضمن أفضل خمسة أو عشرة شركات طيران. لايوجد تبرير لذلك سوى أنها تحملنا تكلفة عدم كفاءة إداراتها.


قد لا أضيف جديداً إذا قلت أن مبدئى الشفافية و المحاسبة لا غنى عنهما فى علم الإدارة خصوصاً و نحن بصدد الحديث عن مال عام. الشفافية فى أن نعلم تماماً كيف تدار هذه المؤسسات و ما هى نتائجها بصفة دورية وما هى أسباب هذه النتائج لا أن نعجز حتى أن نفهم هل أقيل أم أستقال رئيس الشركة و لماذا؟ أما المحاسبة فهى أن يتم تحديد أهداف ومؤشرات أداء للقيادة الجديدة فى أى مؤسسة ليتم محاسبتها على أساسها و يتم أختيار مؤهلات القيادة بناء على قدرتها على تحقيق هذه الأهداف و لها أن تقبل أو ترفض لأن القبول يعنى تعهد و التزام القيادة بتحقيق هذه الأهداف. ففى حالة مصر للطيران مثلاً، أن يتم تحقيق ربحية بقدر معين فى إطار زمنى محدد وأن يتم رفع تصنفيها لعدد معين من المراكز و أن تحصل على نسبة معينة من رضا العملاء وما الى ذلك من ال (KPIS) أو مؤشرات الأداء المتعارف عليها عالمياً. وفى نهاية ذلك الإطار الزمنى يتم الأعلان عن ما تحقق مقارنة بالمستهدف و الذى بناء عليه يتم تقرير مصير تلك الأدارة سواء بالأبقاء عليها أو تغييرها.


أخيراً، وعلى فرض أن شهية السيد وزير الطيران مفتوحة للتغيير فأننى أرشح بهذه المناسبة تغيير المسئول عن إدارة مطار القاهرة الدولى دون إنتظار لتقارير الجهات الإدارية و الرقابية حيث أن التدهور الذى يشهده غير مسبوق أيضأً، إلا إذا كان الفشل فى حد ذاته لم يعد كافياً للتغيير و المطلوب هو الأبداع فى الفشل.

Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon
bottom of page