top of page

لكى يحتار عدوك فيك ...

  • عمرو قيس
  • Nov 10, 2015
  • 2 min read

عند عودتى من بكين الى القاهرة تبين لى أن السلطات بمطار بكين الدولى تحظر على الركاب إصطحاب الولاعات بكل أنواعها سواء فى حقائب اليد أو الأمتعة التى يتم شحنها على الطائرة. ونظراً للقيمة المعنوية والمادية للولاعة التى معى والتى لا يزيد حجمها عن أصبع اليد الواحدة، فقد قررت وضعها فى حقيبة الملابس من منطلق أنهم "محبكينها زيادة" وأنه مع حجم الحركة الرهيب فى المطار يصعب عثورهم عليها وحتى إذا عثروا عليها لن يضيعوا الوقت والمجهود فى إخراجها لأنها لا تمثل أى خطر حقيقى.


وبالفعل أتممت إجراءات سفرى بسلام ووصلت إلى مطار القاهرة بسلامة الله. وعند إستلام الحقائب لاحظت وجود حزام بلاستيكى على حقيبة السفر الخاصة بى رغم أن الحقيبة سليمة تماماً ومغلقة بأحكام، مما دفعنى الى سرعة معاينتهاُ خارجياً و داخلياً و كانت سليمه تماماً مما يعنى أنه تم فتحها بذات أرقامها السرية، وكان بداخلها خطاب باللغتين الإنجليزية و الصينية:

السيد فلان، بعد التحية، طبقاً لقانون الطيران الصينى، يحظر إصطحاب الولاعات بكل أنواعها وبالكشف بالأشعة السينية تبين لنا وجود عدد واحد ولاعة وقد تمت مصادرتها ويرجى العلم بأن الضابط المسئول عن سلامة أمتعتك الشخصية هو السيد فلان ومرفق رقم تليفونه وبريده الألكترونى فى حال وجود شكوى أو إستفسار. وبالطبع كانت كل أمتعتى كاملة و سليمة.


لقد أستدعت ذاكرتى الواقعة السابقة بينما نحن نترقب أحداث سقوط الطائرة الروسية وتداعياتها المؤلمة. وكذلك التفسيرات المختلفة لنوع و حجم ومصدر المؤامرة التى تتعرض لها مصر من خلال هذا الحادث. ومن هذا المنطلق ومن منطلق المؤامرة، فإن كل دوله تشكل تهديداً لأمريكا أو الغرب فإنها قطعاً تتعرض لمؤامرات، و يتناسب حجم هذه المؤامرات مع حجم التهديد الذى تشكله تلك الدول.


وبما ان الصين تشكل اليوم أكبر تهديد عسكرى وإقتصادى للغرب، فإنها بلاشك تحظى بنصيب الأسد من المؤامرات، ولكن بدلاً من أن تتخذ الصين من هذه المؤامرات ذريعة أو حجة لأى فشل، جعلت منها حافزاً لأن تعد نفسها جيداً لهذه المؤامرات وإفشالها، و لعل واقعة الولاعة خير دليل على مدى اليقظة المتناهية لديهم والتى يعلم الله نوع العقاب العسير الذى كان سيقع على المسئول لو كانت الولاعة أفلتت من أيديهم !


لقد كتبت هنا مقالاً سابقاً في 1/9/2005 بعنوان "الإبداع فى الفشل" منوهاً عن الدرجة التي وصل إليها الإهمال و التدهور فى طائراتنا ومطاراتنا والذى لا يخفى على أحد.


فمن نلوم إذا إن كنا ُمصرين علي الإهمال و اللامبالاة بدلا من الاحتياط و اليقظة رغم علمنا المسبق أننا مستهدفين بمؤامرات ُتحاك لنا؟

"إمشى عدل يحتار عدوك فيك "

Comments


Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon

© 2016 Amr Kais

bottom of page