top of page

مؤتمر شرم الشيخ... السابق واللاحق

  • Writer: Amr Kais
    Amr Kais
  • Feb 9, 2016
  • 2 min read

ينعقد خلال أيام مؤتمر شرم الشيخ الإقتصادى الثانى. كان المؤتمر الأول الذي ُعقد العام الماضي قد ُخصص لدعم مصر وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، بينما يركز المؤتمر الثاني على الفرص الاستثمارية في إفريقيا.


ولا ُيعد هذا هو الفارق الوحيد بين المؤتمرين، حيث نتذكر جيداً الظروف التى كنا نمر بها وقت إنعقاد المؤتمر الأول ، والتى جعلت من مرور المؤتمر بسلام وحسن تنظيمه مع الحصول على أقصى قدر من المعونات هى ُجل ما نأمل ونطمع فيه وقد كان . وإن لم تقلل الكلمات الطيبة التى ذكرها زعماء الدول المانحة للمساعدات عن قيمة مصر و حبهم لها حينئذ من حزنى على ما وصل إليه حالنا، وإن كان مرور المؤتمر بسلام وختامه بالصوره "السيلفى" للسيد الرئيس مع الشباب بما بثته من روح الأمل فى المستقبل والبهجة قد خففتا من هذا الحزن.


الآن وبعد مٌضى عام، فقد إختلفت كل الظروف. أصبحت الدول المانحة تمر بتحديات لم تواجهها منذ نشأتها سواء الاقتصادية متمثلة في الانخفاض الغير مسبوق فى أسعار البترول أو السياسية و الأمنية المتمثلة في انخراطها في حروب ونزاعات إقليميه تهددها أو ضغوط داخلية ناتجة من سقوط طائرات أو مقتل بعض من رعاياها فى مصر.ومن ثم، فقد أصبح لديها ما يكفيها من مشاكل. أما في مصر فقد اختلفت أيضاً الأوضاع فى كل المجالات إيجاباً فى أشياء وسلباً فى أشياء أخرى حتى الصورة "السيلفى مع الشباب " استبدلت بصور لبعض الأحداث الأخيرة التى كان الشباب أيضاً أبطالها لكن دون ابتسامة هذه المرة.


فى ضوء كل هذه المتغيرات ُيعقد مؤتمر شرم الشيخ الثانى والذى يعد إنجاحه من وجهة نظرى يشكل تحدياً أكبر من إنجاح المؤتمر الأول رغم التحسن النسبى فى الظروف الأمنيه. مما يتطلب التفكير بشكل مختلف والتجهيز له بشكل مدروس، حيث لا يكفى هذا العام مرور المؤتمر بسلام لنعتبره مؤتمراً ناجحاً والذى أدعو الله ان يمر بسلام إن شاء الله.


في البداية، اعتقد انه لاكتساب ثقه المشاركين فى هذا المؤتمر ينبغى أن يتم فى بدايته تقديم كشف حساب للمؤتمر السابق يوضح أوجه صرف المعونات والمساعدات التى حصلت عليها مصر و تفاصيل المشاريع الاستثمارية والشراكات التى بدأت بالفعل و قيمتها كنتاج للمؤتمر السابق. كما يجب الآن وقبل المؤتمر إعلان أهداف المؤتمر بشكل محدد لكل الأطراف ذات الصله به ، والإجتماع المسبق بكافه منظمات الأعمال والغرف التجارية من قبل المسئولين عن المؤتمر ليس فقط للتأكد من توضيح هذه الأهداف، بل لتوزيع الأدوار والمهام، حيث أن نجاح مثل هذه المؤتمرات لا يتوقف فقط على المُنظمين ولكن على المشاركين وتحضيرهم المٌسبق الجيد له والذى بدونه يتحول إلي حفل تعارف.


وبما أن موضوع المؤتمر الثانى " الإستثمار فى إفريقيا " فيجب العمل على إستغلال هذا المؤتمر في خلق صورة ذهنية لمصر بأنها الشريك الأمثل لأى مستثمر يبحث عن الاستثمار الآمن والمُربح في إفريقيا وبأنها الباب الكبير لدخول السوق الإفريقى بدأ من توفير أكبر قاعده بيانات عن الدول الإفريقية والفرص الاستثمارية فى كل دولة، ومتانة وقوة تأثير التمثيل التجارى والدبلوماسى المصري في دول القارة السمراء ، والمزايا الجمركية التي سيحصل عليها المستثمر الأجنبي في الدول الإفريقية إذا قام بتصنيع منتجاته فى مصر وفقا للاتفاقيات التجارية الموقعة بين مصر ودول القارة. اخيراً وليس آخراً ، الموارد البشرية والعمالة المدربة التي على قدر جيد من المعرفة بالأسواق الأفريقية والقادرة على التأقلم فيها والتعايش معها.


ولكن يقيناً لا تُبنى العلاقات الاقتصادية الناجحة فقط على خلق الصورة الذهنية السابق ذكرها بكل مكوناتها بل تعتمد في الأساس على المصداقية وهى أن نقوم بعمل وتحقيق على أرض الواقع كل ما نعد به مما سبق. عندها فقط نستطيع أن نطوى صفحه طلب المساعدات المؤلمة إلى غير رجعة.

Commentaires


Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon

© 2016 Amr Kais

bottom of page