نتهمهم أم نمن عليهم ؟
- عمرو قيس
- Feb 16, 2016
- 2 min read
عقب إعلان الإغلاق المؤقت لمصنعى جنرال موتورز وإل جى لفشلهما فى الحصول على النقد الاجنبى لتمويل مكونات ومستلزمات الإنتاج، تداولت العديد من المواقع و الصحف تعليقاً للسيد محافظ البنك المركزى يقول فيه أن محاولة شوشرة شركه جنرال موتورز على الإقتصاد المصرى غير مفهومة لأنها حصلت على 150 مليون دولار من البنوك بالسعر الرسمى العام الماضى و تسهيلات 1.6 مليار جنيه من البنوك المصرية وبلغت أرباحها 420 مليون جنيه عام 2014 !!
و السؤال الذي لا اعتقد أنه قد فات علي السيد محافظ البنك المركزي هو : أليس حصول جنرال موتورز على 150 مليون دولار من البنوك حق أصيل لها بل يجب أن ُتشكر عليه لعدم تعاملها مع السوق السوداء ، وهو شئ يشجع عليه البنك المركزى على حد علمى ؟
أما القروض والتسهيلات من البنوك المصرية فهى أيضاً لم تكن قروضاً حسنة بدون فائده أو رسوم. ومن ثم، فقد ساهمت هذه القروض فى زيادة ربحية البنوك المصرية خصوصا إننا لم نسمع عن تأخر الشركة فى سداد أى مستحقات للبنوك لديها وبالطبع لم يهرب ملاكها للخارج باموال البنوك المصرية.
ولعله لم يفته أيضاً معرفة أنه كلما زادت أرباح الشركات زادت حصيلة المبالغ الموردة لخزينة الدولة فى صورة ضرائب ورسوم مختلفة علاوه على نصيب العاملين فى الارباح المقررة قانوناً و حوافزهم . وبالتالى فتحقيق جنرال موتورز لأرباح يعود بالنفع لا بالضرر علينا.
بناء على ما سبق، فإنه يصعب تصنيف التصريح السابق لمحافظ البنك المركزي بين الاتهام و الَمن . فإن كان اتهاماً فما هي التهمة فيما سبق، و إن كان َمناً فما مبرراته رغم علمنا جميعاً بالظروف والصعوبات العديدة التى واجهها و لا يزال يواجهها المستثمرون طوال الخمس سنوات الماضية بدأً من المشاكل الأمنية والإضطرابات وإنتهاءً بعدم قدرتهم على تحويل أرباحهم للخارج وهو حق أصيل مثل حقهم فى الحصول على العملة الأجنبية اللازمة لتوفير مستلزمات الإنتاج .
إن مثل هذا التصريح ُيسهم فى تعميق النظرة السلبية للمجتمع عن المستثمرين وتصويرهم بأنهم إنتهازيون وبأن ربح أى شركة لابد أن يكون نتاج فساد أو إنتهازية القائمين عليها على حساب مصلحة الوطن، وهو بالطبع العكس على طول الخط
أضف إلى ذلك، أنه فى مثل هذه الظروف التى نمر بها،فإن أخر ما يمكن أن نحتمله هو الدخول فى معارك كلامية مع المستثمرين بدلاً من إحتوائهم والعمل على حل مشكلاتهم قدر الإمكان وشكرهم على تحملهم الظروف الصعبة التى نمر بها جميعاً.
ُأدرك تماما مثل الجميع َكم الصعوبات والضغوط التى يواجهها السيد محافظ البنك المركزى ولا أنكر تعاطفى الشديد معه. وربما من هذا المنطلق ومن منطلق علمى بالمجهود الخرافى الذى يبذله مع فريق العمل بالبنك المركزى ، يصعب على أن أقف صامتاً أمام مثل هذه التصريحات التى يمكن أن تؤثر سلباً على نتاج هذا المجهود وعليه شخصياً.
Commentaires