top of page

إرفعوا لهن القبعات

كنت قد أشرت في مقال سابق بعنوان "المرأه المشروع القومى القادم" إلى تقرير مؤسسة ماكنزى العالمية الذي شمل 95 دولة بهدف دراسة أحوال المرأة في تلك الدول ودرجة المساواة بينها وبين الرجل في الفرص، والمشاكل والإحباطات التي تواجههن. وللأسف، احتلت مصر بلد "قاسم أمين" قاع القائمة مع السعودية ومالي وتشاد واليمن وباكستان. ولعل ما نلمسه في المعايشة اليومية للتحديات والمعوقات والبذاءات التي تتعرض لها المرأة يؤكد ما ورد في هذا التقرير ويغنينا عنه.


و رغم كل ما سبق، ومع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية لنهايتها تصبح وجوه فتيات مصر الُمشرقة العلامة الأبرز والأهم في مشاركة مصر في هذا الحدث الأهم عالمياً.


فهاهي سارة سمير التي ُخيرت بين حضور امتحان الثانوية العامة المتسرب والمشاركة في الأولمبياد وتشريف بلدها تحسن الاختيار وتشارك في الدورة وتهزم إحباط وعدم تقدير وزارة التربية والتعليم وتحصل على برونزية العالم في رفع الأثقال. وكذلك ِهداية ملاك المتألقة التي حصلت على الميدالية البرونزية في التايكواندو وإيناس خورشيد أول المتأهلات لدور نصف نهائي في المصارعة وعفاف الهدهد التي حصلت لمصر ولأول مرة على المركز الخامس في الرماية بالمسدس، وفريدة عثمان التي حققت أفضل النتائج في تاريخ مشاركات السباحة المصرية في الأولمبياد. وكل الإحترام والتقدير لندى معوض ودعاء الغباشى لقيامهم بأول مشاركة في تاريخ مصر في الكره الطائرة الشاطئية دون الالتفات للتعليقات التافهة على زيهن، ونادية نجم في التجديف ومها عبد السلام في الغطس ودينا مشرف في تنس الطاولة، وفتيات السباحة التوقيعية وغيرهن ممن خانتني الذاكرة في تذكر أسمائهن ممن تغلبن بجدارة على كافة العقبات والمضايقات التي تسود مجتمعنا بسبب النظرة القاصرة والمتخلفة للمرأة. فلمن نرفع القبعات إذن إن لم نرفعها لهن؟


وفي ذات السياق، لا ننسي تقديم تحية خاصة جداً ل"كاريمان أبو الجدايل" أول سعودية تشارك في سباق 100 متر عدو لتمثل بلداً لازالت تكافح فيه المرأة كى تحصل على حقها في قيادة سيارتها!!


ولا يفوتنى هنا أن أذكر بالتحية والتقدير نور الشربينى المتربعة على عرش الاسكواش في العالم وهي الرياضة التي لم يتم الإعتراف بها بعد مع الأسف ضمن الألعاب الأولمبية.


أما عن أولياء أمور كل هؤلاء الأبطال، فيجب أن ترفع لهم القبعة أيضاً عن جدارة واستحقاق، لأنهم الصناع والرعاة الحقيقيون لهؤلاء الأبطال بينما أصبح دور الأجهزة القائمة على الرياضة في الدولة بدلاً من إعداد وتجهيز الأبطال،تسفير الأبطال لتمثيل مصر بعد أن يصبحوا أبطالاً بالفعل بكفاحهم ورعاية أولياء أمورهم!


وبما أن"البنات شرفوا مصر في الأولمبياد والرجالة قاعدين في الساحل" (نقلاً عن أحد ظرفاء الفيس بوك)، فرفع القبعات غير كاف ولا ينبغي أن يكون نهاية المطاف، بل البداية نحو توفير كل الإمكانيات لخلق بيئة صحية لهن ليشرقن علينا بنبوغهن في كل المجالات.

Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon
bottom of page