من يملك الخيال ، يملك المستقبل

على الرغم من تحقيقها إيرادات تزيد على ال 75 مليار دولار وأرباح تزيد عن16.3 مليار دولار عام 2015، ووصول قيمتها السوقية إلى ما يزيد عن 544 مليار دولار متفوقة بذلك على شركات مثل ابل وإكسون موبل و ميكروسوفت، إلا أن إسم شركة " الفابيت Alphabet " لايزال غير مألوف لدي كثير من الناس بوجه عام، خصوصاً إذا ما قورن باسم "جوجل -GOOGLE"و هو اسم إحدي شركاتها التابعة و إسم المحرك البحثي الأكثر شهرة في العالم و الذي يعتقد البعض خطأ بأنه الُمنتج الوحيد لهذه الشركة. كما كان نقطة البداية لقصة نجاح ملهمة و قودها الخيال المبني علي العلم، علاوة علي طموح الشباب المبني علي إستشراق المستقبل و الثقة في القدرة علي امتلاكه.

فقد إلتقي "لاري باج " "بسيرجي برين " (مؤسسا الشركة) في جامعة" ستانفورد " بكاليفورنيا عام 1998 أثناء دراستهما بها، وتوحدت رؤيتهما في استشعار احتياج العالم الي تنظيم الكم الهائل من المعلومات المتاحة على الإنترنت عن طريق إبتكار محرك بحثي فعال. فقاما بتأسيس شركتهم بتمويل قدره مائة ألف دولار فقط حصلوا عليها من مالك شركة "صن"، وهو التمويل الذي يعد متواضعاً جداً مقارنة حتي برأس مال الشركات الصغيرة أو المتوسطة التي تم تأسيسها في مصر في نفس العام.

وبحلول عام 2004، تضاعف سعر سهم شركتهما بأكثر من 14 ضعف بفضل نجاحهما على تحقيق هذه الرؤية. وعلى الرغم من هذا النجاح الباهر، فلم تتوقف قدرتهم على تخيل المستقبل عند هذا الحد. فقد كان لهم السبق في توقع المستقبل الكبير للهواتف الذكية وهو ما دفعهم إلى شراء شركة "موتورولا "وشراء تطبيق "أند رويد " للهواتف الذكيه وهو نظام التشغيل المستخدم اليوم في أكثر من 1.8 مليار هاتف ذكي ويعادل 4 أضعاف عدد هواتف ال"IPhone " المنتجة من قبل شركة أبل. أما شراؤهما لشركة "يوتيوب" عام 2006 فقد عكس قدرتهما على قراءة المستقبل الواعد للإعلان ومشاهدة الفيديو عن طريق الهواتف الذكية، وهي القراءة التي ثبت صحتها تماماً، حيث بلغت الزيادة في حجم الإعلان على يوتيوب ما يزيد عن 40% في العام الماضي فقط.

الآن، وبعد ثمانية عشر عاماً من تأسيس هذه الشركة فبالإضافة الي امتلاكها لشركة "جوجل" الشهيرة فقد أصبحت شركة "الفابيت "تمتلك شركات تعمل في مجال أبحاث الإنترنت الفائق السرعة وأخري في مجال السيارات ذاتية القيادة، وكذلك في مجال المنازل الذكية ومجال مكافحة أمراض الشيخوخة، بالإضافة إلى صناعة الإنسان الآلي المستخدم في الأغراض العسكرية، لتصبح قيمة الشركة ذات المائة ألف دولار عام 1998 544 مليار دولار اليوم في إنجاز تخطي بفضل الخيال حدود الواقع.

وتستمر مسيرة الخيال العلمي ويستمر معه النجاح وامتلاك المستقبل.