top of page

التنمية على طريقة شن زن



في الوقت الذي تم فيه إعلان مدينة بورسعيد منطقة حرة بهدف تنميتها سنة 1975، كانت هناك قرية بدائية نائية تابعة لإقليم "جواندونج" في الصين يقطنها اقل من 30000 مواطن تدعي "شن زن" اتخذ سكانها من الصيد والأعمال التجارية البسيطة مورداً للرزق. وفي عام 1979 وبعد تخطيط ودراسة إستغرقت بعض الوقت تم إعلان "شن زن " منطقة اقتصادية ذات طبيعة خاصة بهدف تنميتها اجتماعيا واقتصاديا.


و قد أسعدني الحظ بزيارة "شن زن" في الأسبوع الماضي حيث وجدتها لا تقل جمالاً وتطوراً ونظافة عن سنغافورة أو دبي او أي عاصمة أوروبية. و بغض النظر عن انطباعاتي الشخصية، تساءلت تلقائيا: ما الذي وصلت إليه "شن زن" اليوم؟ لقد أصبحت "شن زن" اليوم من أغني مدن الصين بناتج إجمالي سنوي يزيد علي 294 مليار دولار، وهو ما يزيد عن دخل دول بأكملها مثل البرتغال، ويعيش فيها أكثر من 12 مليون نسمه بمتوسط سن أقل من 30 عاماً. وقد أصبح إقليم "جواندونج" بفضلها أكبر ُمصنع لمعدات الاتصالات في العالم.


وتحتضن مدينة "شن زن " كبري الشركات التكنولوجية في العالم ،مثل شركه "فوكس كون" "FOXCONN" التي تبلغ إيراداتها السنويه 136 مليار دولار و يعمل بها 400000 موظف ؛ حيث تبلغ مساحة مجمع "فوكس كون" و حده 3 كم مربع و يحوي 15 مصنعاً و مستشفيات وبنوك و محال تجارية و مطاعم و سكن للعاملين و حمامات سباحه،بل و محطة تلفزيون خاصه بهم .و تقوم الشركة بتصنيع منتجات تكنولوجيه لكل الشركات الرائدة في هذا المجال مثل كل هواتف ال آي فون الخاصة بشركة أبل و كذلك شركات إنتل و ميكروسوفت و جوجل و سيسكو وديل و نوكيا و غيرها .كما يوجد أيضاً في "شن زن" المقر الرئيسي لشركة هواوى"HUAWEI "العالمية التي توظف أكثر من 170000عامل وتنفق سنوياً على الأبحاث والتطوير ما يزيد عن ال 7 مليار دولار. وهي الأبحاث التي تعتمد عليها 45 من أكبر 50 شركة إتصالات في العالم.


و في المقابل، يكون السؤال الطبيعي: ما الذي وصلت إليه بورسعيد اليوم رغم أنها َدشنت منطقتها الاقتصادية قبل "شن زن" بخمس سنوات، ولم تبدأ كقرية صيد بدائية وصغيرة مثلها؟ ما هي أسباب اختلاف النتاج البين بين الحالتين؟ ليست التساؤلات من قبيل التباكي على الفرص الضائعة بقدر ما هي دعوة إلى الدراسة والتحليل والاستفادة مما تفعله بعض الدول الأخري صواباً، خصوصاً وأن الكثير من الآمال معلقة الآن على المناطق الاقتصادية الجديدة وعلى التنمية المحلية بمفهومها الجديد في مرحلة لا تحتمل رفاهية تجارب الهواة والخطأ.

Search By Tags
Who Am I?

Dr. Amr Kais is a participating faculty at the AUC, a designated lecturer of various institutions, a Certified Management Consultant & Coach, also the founder and MD of Ipsos Egypt which is now the largest research company in Egypt and Middle East.

Other Posts
More on the web
Follow Me
  • Facebook Basic Black
  • Twitter Basic Black
  • Black YouTube Icon
bottom of page