نعم تستطيع

كان اختيار شركة "Avid Beam" من ِقبل منظمي ندوة ريادة الأعمال في مؤتمر أفريقيا بشرم الشيخ لعرض تجربتها كنموذج لشركه مصرية ناشئة واعده في حضور السيد رئيس الجمهورية اختياراً موفقاً للغاية. لأنها تعطى الثقة والأمل للشباب المصري في قدرتهم على استيعاب أحدث ما وصلت اليه تكنولوجيا المعلومات، بل والتفوق والإبداع فيها. كما انها ترفع سقف طموح الشباب بعيداً عن حصره الدائم فقط في المشروعات البدائية والنمطية.

تعمل هذه الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) حيث يتم توظيفه في عمل برامج لتحليل صور وبيانات الكاميرات الرقمية ومنصات تحليل البيانات الكبيرة Big Data. ومن ثم تستطيع تلك الكاميرات التعرف على هوية الأشخاص وتحديد نوعهم وأعمارهم، وكذلك أنواع السيارات وأرقامها وسرعتها واتجاهاتها بما يجعلها ذات فأئده كبيرة في مجالات عديده وحيوية، مثل مجال حفظ الأمن والقبض على المشتبه فيهم ومجال السيارات ذاتية القيادة ومجال التسويق وإدارة محلات التجزئة و تحليل بياناتها.

ولا شك في أن وجود شركات مصرية تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي يحمل معه الأمل في أن يكون لنا نصيب في المستقبل الذي سيتشكل بواسطة هذه التكنولوجيا والتي يتوقع أن يزيد أثرها الاقتصادي عن 15,7 ترليون دولار قبل حلول عام 2030. وهو ما جعل الصين تخطط للحصول على 70% من الحصة السوقية لتلك التكنولوجيا عن طريق رصد 35 مليار دولار لشراء شركات عالمية وتوطين هذه التكنولوجيا في الصين. ويكفي للدلالة على المستقبل الواعد الذي ينتظر الشركات العاملة في هذا المجال، أن نعلم أن شركه صينية تعمل في نفس نشاط شركة "Avid Beam" وتعتبر منافسة لها تدعى "Sense Time" قد أصبحت أغلى شركه ناشئة في العالم بقيمة 4,5 مليار دولار ويتوقع أن يصل حجم مبيعاتها خلال هذا العام إلي 300 مليون دولار. وكانت واحدة من خمس شركات صينية حصلت على لقب " بطل قومي" مع شركة "على بابا" الشهيرة. وهو ما جعل شركة "على بابا" نفسها تتسابق مع كبرى الشركات مثل "Fidelity" و "Qualcom" للاستثمار في هذه الشركة التي أصبحت تعتمد عليها كبرى شركات الاتصالات ومحلات التجزئة والسيارات ذاتية القيادة بالإضافة الى الشرطة والجهات الأمنية.

لذا فإن شركتنا المصرية ومثيلاتها تستحق كل الدعم لأنها المقياس الحقيقي لاستيعاب وتوطين التكنولوجيا التي يظن البعض بأنها تقتصر فقط على إنشاء مراكز الاتصال "Call centers". كما أن وجود العديد من هذه الشركات سوف يسهم وبلا شك في تعليم وتدريب الكثير من الشباب وتأهيلهم لاستيعاب تكنولوجيا المستقبل. وهو الدور الاجتماعي الذي أود أن الفت نظر القائمين على هذه الشركة والشركات المماثلة إليه. فمثلاً يقوم مؤسس الشركة الصيني السابق ذكرها بالمحاضرة في كبرى جامعات الصين لنشر المعرفة بهذه التكنولوجيا من ناحية واستقطاب الشباب النابه للعمل فيها من ناحية أخرى.

كل الشكر للدكتور هاني الجبالي مؤسس تلك الشركة ولزملائه من خيرة عقول مصر على ما قدموه وما سوف يقدموه من إضافة ملموسه لمستقبل تكنولوجيا المعلومات في مصر إضافة الى بث الثقة في قدرتنا على بناء المستقبل بأيدي مصرية.

"مصر تستطيع" هو عنوان البرنامج القيم الذي يقدمه الإعلامي الجاد" أحمد فايق" والذي يهدف الى تسليط الضوء على علماء مصر النابهين في الخارج وأهمية الاستعانة بهم لكي تستطيع مصر العبور للمستقبل. الآن أصبح لدينا مثال يؤكد بأن مصر تستطيع، ليس فقط من خلال علمائها في الخارج بل علمائها في الداخل أيضاً بأذن الله.