حول عام مضى

تمضي الأيام والأحداث الواحدة تلو الأخرى، وما أن نستفيق من الاحتفال بقدوم عام جديد إلا ونجد أنفسنا نودعه. وكأن سنواتنا قد أصبحت سنين ضوئية من فرط مرورها السريع والخاطف. وهو الأمر الذي يصعب معه التوقف بالتأمل والتحليل أمام الكثير من الأحداث أو محاولة فهم مغزاها أو التنبؤ بنتائجها أو حتى تذكرها في الكثير من الأحيان.

لذا، قد يكون من المفيد ونحن على مشارف نهاية عام 2018، أن نتذكر بعض الأحداث التي وقعت خلاله وخصوصاً تلك التي يمكن أن يكون لها تبعات قد نشهدها الأعوام القادمة بإذن الله.

على المستوى الاقتصادي، شهد عام 2018 بداية الحرب التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم وهما أمريكا والصين، وكذلك بين أمريكا وحلفائها مثل كندا ودول السوق الأوروبية واليابان. وهو ما يشكل تحدى كبير لحرية التجارة العالمية والاتفاقيات الدولية الموقعة في هذا الشأن، ويشكل بالتالي تهديداً لنمو الاقتصاد العالمي.

كما شهد العالم أيضاً ارتفاع نسبة الدين العالمي ليصل الى 217% من أجمالي الدخل السنوي العالمي، وكذلك ارتفاع ديون دول الاقتصاديات الناشئة بنسبة 50%. وبالطبع تشكل تبعات "Brexit" وانفصال إنجلترا عن منطقة اليورو اهم الأحداث الاقتصادية والتي ُيتوقع أن تمتد فصولها خلال 2019. كذلك شهدنا في 2018 تخطى شركه لأول مره قيمة 1 ترليون دولار وهي شركة أبل.

أما سياسياً، فلدينا انسحاب أمريكا من العديد من الاتفاقات والمنظمات، مثل المناخ وحقوق الإنسان ومنع الانتشار النووي مع إيران وغيرها. ولدينا أيضاً اتفاق السلام التاريخي بين أثيوبيا وإريتريا الذي أنهى حالة الحرب التي استمرت لعشرات السنوات. كذلك لقاء "ترامب" مع "كيم يونج أون" زعيم كوريا الشمالية والذي أنهى حالة الاحتقان والتهديد بحرب نووية. وشهد العام ايضاً انتهاء حكم "آل كاسترو" لدولة كوبا الذي استمر منذ عام 1959 وذلك بانتخاب "ميجويل دياز" رئيساً للبلاد. ومن ناحية أخرى تم إعادة انتخاب بوتن رئيساً لروسيا لفتره رابعة، وتم تغيير اسم دولة "سوازيلاند" إلى " إسواتينى"، بل وتم تقنين استخدام نبات القنب المخدر في كندا!!

وعلى المستوى الاجتماعي، كان انتشار حركة "Me too" خارج نطاق الولايات المتحدة هو الحدث الأبرز؛ حيث امتد إلي فرنسا واسبانيا ولكثير من الدول الأخرى وحتى الشرق الأوسط تحت مسمى " أنا كمان". ولمن لم يسمع عنها، فهي الحملة التي كشفت عن الكثير من الممارسات القبيحة في حق المرأة. وعلى ذكر المرأة، لا يفوتنا أن نذكر حصول المرأة السعودية على حقها في قيادة السيارات لأول مره هذا العام. ولا يفوتنا ايضاً أن نذكر الزواج الملهم للفنانة " ميجان ميركل" و " الأمير هاري".

أما في المجال العلمي فيصعب حصر الانجازات لكثرتها وضيق المساحة، لكن لعل أهمها في مجال الفضاء الوصول لكوكب المريخ، وكذلك إطلاق مكوك أوروبي ياباني يتوقع ان يصل بعد سبع سنوات الى كوكب عطارد. وفي مجال الطب تم تسجيل اختراع "Nano Robot" أصغر 100 مرة من شعر الإنسان، بحيث يتمكن من استهداف الخلايا السرطانية وقتلها بمنع وصول الدماء اليها مع عدم الإضرار بخلايا الجسم السليمة. وكذلك اختراع وسيلة للرجال لتنظيم الأسرة عبارة عن " جل" يتم دهانه على الكتف!

أخيرا وليس آخرا، وفي مجال الصناعة، تم تخليق اللحوم معملياً من خلال استخدام خلايا حيوانية دون الحاجة لقتل الحيوانات، ويتوقع أن ُتباع هذه اللحوم في الأسواق خلال 4 سنوات.

وكل عام وأنتم بخير.